شبح يقود إلى هاوية الأمية..!!

في الوقت الذي أصبح العالم يبحث فيه عن حلول للقضاء على الأمية..أصبحنا
نقاد إلى أمية معاصرة..تضاف إلى رصيد الأمية التي نحاول القضاء عليها!!.

فتسرب التلاميذ مسئولية يشترك فيها الجميع...من تربويين ومسئولين وآباء
وأمهات...إلخ فالاحصائيات الأخيرة تؤكد أن هناك تراجعاً خطيراً في الإقبال
على التعليم الأساسي بل حتى الابتدائي!!.

فكم من طفل بلغ سن التعليم..لكنه يعجز أن يفك الأبجدية...؟!!وتشمل هذه
الظاهرة الخطيرة التلاميذ من الجنسين وبما أن الأسباب معروفة لدى الجميع
..إلا أننا نضيف سبباً أخطر بالنسبة للمناطق الريفية والتي يقل فيها
الاهتمام بتعليم الفتاة فقد أصبح معظم الآباء يوقفون تعليم “بناتهم” عند
الصف “الثامن” بحجة أن الصف “التاسع” لا يمكن دخوله إلا بالصور..وهي حجة
واهية وغير مقنعة لأن تلك الصور باتت من الرسميات الضرورية...ومفروضة في
معظم تعاملاتنا الحياتية سواءً تعلمت أم لم تتعلم..ولكن بسبب تدني الوعي
بأهمية تعليم الفتاة..!!

أضف إلى ذلك أن التلاميذ في “بعض” الدول يستقبلون في اليوم الأول
بـ”الشكولاته” و”البسكويت” بينما في مدارسنا يستقبلونهم في أول يوم للدراسة
بـ”العصا” للأسف الشديد..!!

فكيف يتم جذبهم إلى حب التعليم بهكذا تعامل...؟!!..وكيف نطلب منهم
الانضباط بمواعيد حضورهم..بينما نحن لا نجيد فن التعامل مع الطفل في مراحله
الأولى التي يحتاج فيها إلى من يحبب إليه العلم وليس من ينفره
منه!!..إذاً..فمسئولية العودة إلى مقاعد الدراسة يتحملها الجميع من تربويين
وآباء وأمهات ووسائل إعلام وخطباء مساجد..إلخ القائمة...الكل مشترك في
ذلك..!!فالطالب المتعلم يكون متميزاً عن غيره الذي لم يحضَ بالتعليم...من
كل النواحي عقلياً وصحياً ونفسياً وثقافياً ويكون لديه وعي بما يتطلبه منه
وطنه.

ويكون مؤهلاً أن يصبح فرداً نافعاً لوطنه ولمجتمعه وحتى لأسرته.